نهر النيل هبة الله للمصريين

  

نهر النيل هبة الله للمصريين  


نهر النيل هو أطول نهر في العالم، ويمتد عبر شمال شرق إفريقيا، بطول يبلغ حوالي 6,650 كيلومترًا. ينبع من بحيرة فيكتوريا في شرق إفريقيا، ويصب في البحر المتوسط شمالًا. يمر النهر عبر 11 دولة تشمل مصر، السودان، إثيوبيا، وأوغندا، ويعد شريان الحياة لهذه الدول، حيث يعتمد ملايين السكان على مياهه في الزراعة والشرب والصناعة.
نهر النيل
نهر النيل:التاريخ والجغرافيا 





المقدمة


يُعتبر نهر النيل رمزًا للحضارات القديمة، وخاصة الحضارة المصرية، حيث لعب دورًا محوريًا في نشأتها وازدهارها. وفر النهر التربة الخصبة التي ساعدت في تطور الزراعة، وكان وسيلة للنقل والتجارة. ولا يزال النيل يمثل أهمية استراتيجية وتنموية لدول حوضه حتى اليوم.


لنهر النيلِ رافدانِ رئيسيان وهما: النيل الأبيض والنيل الأزرق. يُعد النيل الأبيضُ منبع النيلِ نفسِه أو المصدر الأبعد، أما النيل الأزرق فهو مصدر معظم كمية المياه في النهر، إذ يحتوي على 68% من المياه والطمي. النيل الأبيض أطولُ من النيلِ الأزرق وينبُع من منطقة البحيرات الكبرى بوسط إفريقيا، بينما لا يزالُ الرافدُ الأبعدُ للنيلِ الأبيض غير معروفٍ بدقة، وهو يقع إما في رواندا أو بوروندي. يتدفقُ النيل الأبيض شمالًا عبر تنزانيا وبحيرة فيكتوريا وأوغندا وجنوب السودان. أما النيل الأزرقُ فينبُع من بحيرة تانا في إثيوبيا ويتدفق إلى السودان من الجنوب الشرقي. يلتقي النهران الأبيض والأزرق شِمال العاصمة السودانية الخرطوم. يتدفقُ النيل عبر الصحراء السودانية إلى مصر باتجاه الشمال ويمر في مدينةُ القاهرة الواقعة على دلتا النهر الكبيرة (دلتا النيل)، ثم يعبر النهر مدينتي دمياط ورشيد ويصب أخيرًا في البحر الأبيض المتوسط. يعيش اليوم معظم سكان مدن مِصر على طول تلك الأجزاء ابتداءً من وادي النيل شمال أسوان.

لنهر النيل تاريخٌ ضاربٌ في القِدم، إذ نشأت على ضفافه واحدة من أقدم الحضارات في العالم وهي حضارة الفراعنة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5,000 عام. اعتمدت هذه الحضارة (بالإضافة إلى الممالك السودانية) على النهر منذ العصور القديمة، حين كانت الزراعة هي النشاط الرئيس المميز لها خصوصًا في السودان ومصر، ولهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبرى في الحياة المصرية القديمة والنوبية أيضًا. فعند الفراعنة ارتبط الفيضان بطقوس شبه مقدسة، فكانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجًا بالفيضان. كما سجلوا هذه الاحتفالات في صورة نقوشٍ على جدران معابدهم ومقابرهم وعلى الأهرامات لبيانِ مدى تقديسهم للفيضان. أما في العصر الإسلامي فقد اهتم الولاةُ بالفيضان أيضًا، وصمموا «مقياس النيل» لقياس الفيضان بشكلٍ دقيق، ولا يزال هذا المقياس قائمًا إلى اليوم في «جزيرة الروضة» بالقاهرة.

نهر النيل والمستكشفون 

تعاقب المستكشفون الواحد تلو الآخر على اكتشاف منابع النيل وفشلت الحملات المختلفة في تحديد منبع النهر إذ كانت هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر. زار هيرودوت مدينة أسوان ووصل جنوبًا حتى الشلال الأول لكنه أخطأ عندما زعم أنَّ منابع النيل ربما كانت في الغرب بالقرب من بحيرة تشاد، ثم تلاه الإمبراطور نيرون الذي أرسل بعثات لاستكشاف منابع النيل الأبيض لكنها عادت أدراجها بعد أنْ تبيَّن أنَّ المُضي قدمًا ينطوي على مخاطر عديدة. أمّا الجغرافيين العرب فقد تحدَّثوا عن النيل ومنابعه بشيء من التفصيل في كتبهم ومنهم الإدريسي الذي ذكر أنَّ نهر النيل ينبع من بحيرة كبرى في الجنوب، والمؤرخ تقي الدين المقريزي والإمام أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي ومحمد بن موسى الخوارزمي وعبدالله بن عبد العزيز البكري أول الجغرافيين المسلمين في بلاد المغرب والقزويني وغيرهم.

كان النيل ملهمًا للشعراء والكتاب والأدباء الذين أفردوا له فصولًا في كتبهم ومؤلفاتهم. نُسجت حول النهر العديد من الأساطير والخرافات أشهرها خرافة عروس النيل عند الفراعنة، التي كانت تتزين ثم تُلقى في النيل قربانًا للإله حابي، ثم تتزوج بالإله في العالم الآخر.

في أواخر الثمانينات؛ شهدت دولُ حوض النيل جفافًا نتيجة لضُعف فيضان النيل، مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبرى في كل من السودان وإثيوبيا، غير أنَّ مصر لم تعانِ من آثار تلك المشكلة، نظرًا لمخزون المياه الكبير في بحيرة ناصر خلف السد العالي. كان النيل ولا يزال مطمعًا للقوى الاستعمارية منذ القرن التاسع عشر، إذ وُقعت العديد من الاتفاقيات بين دول حوض النيل لتقسيم المياه وهي الاتفاقيات التي ترفُضها غالبية دُول حوض النيل وتعتبرها اتفاقيةً جائرة تعود لعهد الاستعمار.

أصل التسمية


أَطلق المِصريون القُدماء على نَهر النيل في اللغة المصرية القديمة اسم «إيترو عا» وتعني (النهر العظيم)، وتُشير الأصول اللغوية لكلمة النيل إلى أنَّها من أصلٍ يوناني «نيلوس» Neilos (باليونانية: Νειλος)‏، كما أَطْلَق هوميروس على النهر أيضًا اسم Aigyptos (باليونانية: Αιγυπτος)‏، وهو أحدُ أصول المصطلحات الأوروبية لاسم مصر (باللاتينية: Aegyptus). بيدَ أن آخرين تحدثوا عن أصولٍ فينيقية للكلمة اشتُقت من الكلمة السامية «نهل» التي تعني (مجرى أو نهر).

أما المؤرِّخ ديودور الصقلي فقد ذكر أنَّ النهر كان يدعى «أبجيبتوس» قبل أنْ يُسمّى «نيلوس»،  ثم أُطلق عليه هذا الاسم تخليدًا لذكرى ملك يوناني يُدعى «نيلوس»، اعتلى عرش البلاد وحفر التِرع والقنوات فأطلق المصريون اسمه على نهرهم. أمَّا العبرانيون فقد أطلقوا عليه اسم «شهكور» ومعناه في اللغة العبرية «الأسود».

عُثر على بردية تعود إلى العصر الروماني تَظهر فيها كلمة «نيلوس» مستخدمة كإسم علم مذكر، وهذه البردية المحفوظة اليوم في المتحف المصري هي عقد بيع مدوّن بين رجل يدعى «نيلوس» وآخر يدعى «إسيدوروس». وقد ذكر ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) أن نيل مصر هو تعريب نيلوس من الرومية.

يرى العالم المصري رمضان عبده في دراسته الموسوعية بعنوان «حضارة مصر القديمة» أنَّ كلمة النيل مُشتقة من أصلٍ مصري صميم من العبارة «نا إيترو» والتي تعني (النهرُ ذو الفروع)، كما أَطلق المصريون على مَجرى النهر اسم «حبت إنت إيترو»، وأطلقوا على فروع النيل في أرض مِصر اسم «إيترو نوكيمت» والتي تعني (فروع الأرض السوداء).

أما الدكتور فتح الرحمن حسن فيقول في كتابه (النيل في الشعر السوداني) أنَّ اسم النهر كان (حابي) أي إله النهر، كما كان يدعي أحياناً (بي يوما) أي النهر، وهناك من يرجع الاسم إلى اللفظ الفارسي (نيل) التي تعني اللون الأزرق، وبعضهم يرجع الاسم إلى كلمة (نخل) الفينيقية أو كلمة (نحل) العبرانية وكلاهما تعني النهر.

وهناك رأي آخر نُقل عن الدكتور صلاح الدين الشامي يرى أنَّ اسم النيل ينحدر من لفظ (أيال) القبطي الذي استُخدم للتعبير عن النهر الكبير العظيم بعد إضافة المقطع (ني) كأداة تعريف للجمع كما هو مستخدم في اللغة القبطية، ويعني ذلك أنَّ الاسم قد ظهر حسب هذا الرأي مكونًا من مقطعين هما (اني أيال) وتصبح في النطق العادي (نيالو)، وقد أضاف اليونانيون اليها المقطع (OS) لكي تصبح نيالوس ثم حُذف بعد ذلك في استخدام العرب، وللنيل عند العرب معانٍ كثيرة كالسحاب ونبات العظلم، كما أُطلقت الكلمة على نهر آخر وقريتين بالكوفة ويزد، مما يدل على أن الكلمة كانت شائعة ومتداولة، ولكن اقتصر اطلاقها اصطلاحًا فيما بعد على نهر النيل.

بينما يُجمع عدد من المُؤرخين على أنَّ كلمة النيل هي نوبية الأصل، وأنها تعود إلى كلمة «ني» التي ما يزال يستخدمها أهل النوبة في وصف النهر وتعني «أشرب»، وعادة ما يقول النوبيون «نيلا تون نيلوس»، وهي عبارة تعني «شَربت من مكان الشرب».

تاريخ نهر النيل عبر العصور

نتعرف في هذا الجزء على التاريخ الطويل والعريق لنهر النيل في مختلف الحضارات .

العصر الفرعوني 


حفر الفراعنة في عهد الملك سنوسرت الثالث قناة تربط بين النيل والبحر الأحمر سميت قناة سيزوستريس وهو اسم أحد ملوك مصر القديمة عام 1874 قبل الميلاد، ثم أُعيد حفرها في عهد الملك سيتي الأول الذي تولى حكم مصر عام 1310 قبل الميلاد خلفًا لأبيه رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشرة، وظلت القناة تعمل أحيانًا وتغلق حينًا، ثم أعاد الملك نخاو الثاني حفرها عام 610 قبل الميلاد.

يُذكر أنه في العصر الفرعوني لم يكن هناك إله للنهر، وإنما كان هناك إله جسَّد الفيضان وهو «حعبي» أو «حابي». لم يكن الفراعنة يعبدون النهر في صورته المجردة، ولكنهم قدَّسوه لكونِه سببًا أساسيًّا للرخاء ولخصوبة الأرض بالبلاد.


العصر اليوناني والبطلمي


"الفيضانات، وأن بلاده تُسخّر نهر النيل لتلبية احتياجاتها، ولا تُضمر سوءًا لدول المصب. بينما اعتبرت مصر والسودان هذا السد تهديدًا لحصة البلدين من مياه النهر التي يُعتمد عليها بشكل أساسي في الشرب والزراعة. وقد ذكر وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي أنَّ القاهرة اقترحت 15 سيناريو مختلف لملء وتشغيل سد النهضة على مدار الأعوام الماضية على نحو يحقق المتطلبات الإثيوبية وبدون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب، إلا أنَّ الجانب الإثيوبي رفض جميع هذه المقترحات. يُذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر من المساس بحصة مصر من مياه النهر معتبرًا أن ما تقوم به أثيوبيا بشكل فردي قد يجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار. وهو ما فهمه العديد من المراقبين والسياسيين على أن مصر قد تستخدم القوة العسكرية إذا لزم الأمر لحل هذا النزاع في حال تعنَّت الطرف الأثيوبي ورفض جميع المقترحات."

بدايات البحث عن منابع النيل

لنتعرف على بدايات استكشاف والبحث عن منابع نهر النيل وروافده، اشتُهر المُستكشف البريطاني جون هانينغ سبيك (1827-1864) بأنّه أول من وصل إلى بحيرة فيكتوريا من الأوروبيين وأول من عرّفها على أنها منبع النيل وكان ذلك عام 1858. ارتحل سبيك في ثلاث بعثات استكشافية إلى إفريقيا، قام بأول اثنتين منها مع المستكشف ريتشارد بيرتون (1821-1890) الذي كان ضابطًا في الجيش الهندي مثل سبيك. كانت البعثة الأولى في أوائل عام 1855، عندما ارتحل سبيك وبيرتون من عدن إلى الصومال ومنها اتجها جنوبًا إلى شرق إفريقيا.افترق الرجلان خلال البعثة، فبدأ سبيك باستكشاف المنطقة الواقعة جنوب «بندر غوري» بينما تابع بيرتون مسيرته إلى مدينة هرر.لوحة في أوغندا. تشير إلى منبع النيل الأبيض.

انضم سبيك إلى بيرتون مرة أخرى في بعثة ثانية أكبر من الأولى توجهت إلى منطقة البحيرات العظمى بإفريقيا، وغادر الرجلان زنجبار (في تنزانيا الحالية) في يونيو من عام 1857 ووصلا إلى بحيرة تنغانيقا في فبراير من عام 1858. أُصيب الرجلان بالملاريا، لكن سبيك تعافى وأكمل مسيرته شمالًا إلى الطرف الجنوبي من بحيرة عملاقة أَطلق عليها اسم فيكتوريا نسبة إلى «فكتوريا» ملكة بريطانيا آنذاك.

وصف سبيك البعثتين في مذكراته التي نشرها في جزئين وهما (مذكرات مغامرات في الأراضي الصومالية) و(مذكرات رحلة في بحيرة تنغانيقا). يتكون كل جزء منهما من خمسة فصول. تَروي مذكرات سبيك بتاريخ الثالث من أغسطس عام 1858 رؤيته الأولى للبحيرة، التي لم يستطع أن يستوعب حجمها الهائل بشكل كامل، فقال: «لا يراودني من الآن أي شك أن البحيرة التي تحت قدميّ هي نبع الحياة للنهر المثير، الذي كان منبعه موضوعاً للتخمين وهدفاً للعديد من المستكشفين».

قام سبيك ببعثة ثالثة (بدون بيرتون هذه المرة)، بهدف إثبات ادّعائه أن بحيرة فيكتوريا هي منبع نهر النيل. انطلق سبيك في رحلته من زنجبار في سبتمبر عام 1860 بصحبة 176 رجلًا، وفي الثامن والعشرين من يوليو عام 1862، وصل سبيك إلى النقطة التي ينبع منها نهر النيل في بحيرة فيكتوريا، وقد أطلق عليها اسم شلالات ريبون. عاد سبيك إلى إنجلترا عن طريق القاهرة، ونشر كتاب (مذكرات عن اكتشاف منبع النيل) في ديسمبر من عام 1863. ثم نشر كتاب (ما أدى إلى اكتشاف منبع النيل) في العام التالي. كان سبيك يريد التأكيد على أنه هو مكتشف منبع النيل الذي كان محل نزاع لدى الكثيرين بمن فيهم بيرتون الذي كان بينه وبين سبيك خصامٌ مرير.

لاحقًا في الفترة من 1864 إلى 1866 اكتشف الرحالة الإنجليزي صمويل بيكر «بحيرة ألبرت» وألف كتابا أسماه (ألبرت نيانزا)، وفي عام 1874 اكتشف الأمريكي شاييه لونج «بحيرة كيوغا»، وفي عام 1888 اكتشف الرحالة الإنجليزي هنري ستانلي «بحيرة إدوارد».

الخصائص الجغرافية لنهر النيل


يُعد نهر النيل شريان الحياة للحضارة في مصر منذ العصر الحجري، فقد استوطن مُعظم السكان وبنيت تقريبًا جميعُ مدن مصر على طول مساره، ابتداءًا من وادي النيل الواقع شمال أسوان. ومع ذلك، كان النيل يجري أكثر باتجاه الغرب عبر ما يعرف اليوم بوادي الحميم ووادي المقار في ليبيا حتى يصل إلى خليج سرت.مع ارتفاع مستوى سطح البحر في نهاية العصر الجليدي الأخير، تسبب التيار الذي يُعرف اليوم بـ «شمال النيل» في أسر جزء من النيل بالقرب من أسيوط، أدى هذا التغير في المناخ أيضًا إلى نُشوء الصحراء الكبرى حوالي سنة 3,400 قبل الميلاد.

ففي حين أشارت الدراسات السابقة إلى أن نهر النيل قد نشأ في عصر الميوسين، وأنه اتخذ مساره الحالي قبل حوالي 6 ملايين سنة فقط، تشير الدراسات الحديثة إلى أن نهر النيل قد انتظم في مساره الثابت الحالي قبل حوالي 30 مليون سنة، وهي مدة زمنية أطولُ بكثيرٍ مما كان يُعتقد سابقًا.

نهر النيل الذي نعرفه اليوم هو شكل حديث التكوين اتخذه النهر بعد سلسلة من التغيرات التي مر بها،  ويعتبر نهر النيل الحديث نهرُا مركبُا تكون نتيجة اتصال عدد من الأحواض المستقلة عن بعضها البعض بأنهار نشأت خلال العصر المطير الذي تلا تراجع ثلوج العصر الجليدي الأخير منذ ما يقرب من 10 آلاف عام.كان النيل قبل تلك الفترة يتكون من عدد من الأحواض التي شكلت بحيرات داخلية غير متصلة ببعضها البعض، وكانت هذه الأحواض تفيض فوق جوانبها وتتصل بما جاورها من أحواض في العصور المطيرة.


يحمل النيل حوالي 110 مليون طن من الطمي سنويًا، يأتي معظمها من الهضبة الحبشية.[74] لكميات الطمي هذه أثر كبير على دول الحوض فتؤدي إلى تجدد خصوبة التربة على الضفتين في بعض المناطق وتقلل من السعة التخزينية للخزانات والسدود على مسار النيل. فعلى سبيل المثال فقد خزان سنار 50% من سعته التخزينية بحلول عام 1975.[75] وبسبب الطمي يتعذر إغلاق أبواب الخزانات في فترة الفيضان لتقليل الترسبات وتجنب ردم البحيرات بفعل الطمي."


مسار نهر النيل من المنبع الى المصب


تُعتبر بحيرة تانا في إثيوبيا منبع النيل الأزرق. يغادر نهر النيل البحيرة (يسمى في إثيوبيا بنهر أباي) ويتدفق باتجاه الجنوب لمسافة 30 كم (19 ميلا) من بحيرة تانا ثم يدخل في وادي يبلغ طوله 400 كم (250 ميل). يشكل هذا الوادي عقبة هائلة للسفر والتواصل بين شمال وجنوب إثيوبيا. أُشير إلى هذا الوادي لأول مرة باسم «الوادي العظيم» في عام 1968 من قبل فريق بريطاني كان أول من نجح في تتبع مسار النهر من بحيرة تانا إلى نهاية الوادي. أُطلق على هذا الوادي لاحقا اسم «وادي النيل العظيم». تقع شلالات النيل الأزرق (وهي واحدة من أكبر مناطق الجذب السياحي في إثيوبيا) في بداية الوادي.

ينعطف النهر عبر شمال غرب إثيوبيا، قبل أن يتغذى من روافد عديدة بين بحيرة تانا والحدود الإثيوبية - السودانية تقع على كلا جانبي النهر الأيمن والأيسر. تشمل تلك الروافد على الجانب الأيسر: نهر وانكا، نهر باشيلو، نهر ولقة، نهر وانشيت، نهر جاما، نهر موغير، نهر جودير، نهر أجويل، نهر نيدي، نهر ديديسا، نهر دابوس. أما الروافد الواقعة على الجانب الأيمن من النهر فتشمل: نهر هندسا، نهر تول، نهر أبايا، نهر ساد، نهر تامي، نهر تشا، نهر شيتا، نهر سوهى، نهر موغا، نهر جولا، نهر تمشا، نهر باشات، نهر كاتلان، نهر جيبا، نهر تشاموجا، نهر ووتر ونهر بيليس.

روافدالنيل

 
يساهم النيل الأزرق بنسبة (68%) من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط أثناء سقوط الأمطار الموسمية على هضبة الحبشة وهو ما يعرف بفيضان النيل، بينما لا يشكل في بقية الأيام من العام ذات النسبة حين تقل المياه.

ينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة الأفريقية التي تغذيه بـ 7% فقط من إيراده في المتوسط  ويغذيه عدد من الروافد بالمتبقي. يلتقي النيل الأزرق بنهري الرهد والدندر داخل الأراضي السودانية، ويطلق عليه اسم أبّيئ (بالأمهرية: አባይ)‏ بينما يطلق عليه اسم «النيل الأزرق» بعد عبوره الحدود الإثيوبية السودانية. يستمر النيل الأزرق حاملًا اسمه السوداني في مسار طوله 1,400 كم (850 ميل) حتى يلتقي بالفرع الآخر «النيل الأبيض» في مدينة المقرن بالخرطوم، ليشكلا معا من تلك النقطة (مرورا بأراضي مصر وحتى المصب في البحر المتوسط) ما يعرف باسم النيل.

نهر القاش



وهو أهم الأنهار التي تنبع من هضبة الحبشة في أقصى شمالها الشرقي، ويمتد في أريتريا ولا تصل مياهه إلى النيل، بل تنتهي في سهول السودان الشرقية قريبا من مدينة كسلا، ومع ذلك يُعد نهر القاش أحد أنهار حوض النيل. يصل نهر القاش في سنوات المطر الغزير إلى نهر عطبرة ويتصل به.

يدفق نهر القاش على سهل متسع يسمى بدلتا القاش الذي تتميز أراضيه بالخصوبة العالية في المنطقة التي يعتمد أهاليها على الزراعة الموسمية مثل زراعة القطن والقمح والحمضيات والمانجو والموز والفول السوداني والذرة والخضروات والبصل.


الأهمية الاقتصادية لنهر النيل

يشكل النيل أهمية كبرى في اقتصاديات دول حوض النيل، ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في دول حوض النيل على مياهه من أجل ري محاصيلهم. ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكه الحمضية.

كما أن نهر النيل يحمل حوالي 110 مليون طن من الطمي سنوياً، يأتي معظمها من الهضبة الحبشية. لكميات الطمي هذه أثر كبير على دول الحوض حيث تجدد خصوبة التربة على الضفتين في بعض المناطق.

كما يعتمد الصيادون على الأسماك النيلية المتوفرة فيه، وهي من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول. تنتشر العديد من الأنواع مثل البلطي، المبروكة العادية (الشبوط)، اللبيس، قشر البياض (حمار البحر)، الجلمان، سمكة النمر، الراي، ثعبان السمك، البفر النيلي، الرعاد، والدقماق وغيرها.

أما في مجال السياحة، فتشتهر السودان ومصر بإحدى أنواع السياحة التي تسمى «السياحة النيلية». تبحر الفلوكة حاملة السياح وزائري البلاد بين السدين الثالث والرابع في شمال السودان وبين جوبا وكوستي في جنوب السودان والجيزة والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان بمصر، ودائما من تُرى أعداد متزايدة من السفن السياحية الفخمة وهي تشق مياه النيل في رحلاتها نحو الشمال والجنوب. تكتسب الرحلات النيلية شعبية متزايدة لدى السائحين، وتتعدد أنواعها ما بين رحلات بسيطة ورحلات تتسم بالرفاهية والترف، ورحلات على متن سفينة بخارية ذات عجلات دفع دوارة ورحلات أخرى على ظهر مراكب خشبية عتيقة، وأخرى على سفن عصرية أو فنادق عائمة،بالإضافة إلى انتشار المطاعم السياحية على طول ضفتي النهر التي تقدم أصنافًا عديدة من الأسماك والمأكولات البحرية. تشير إحصائيات عام 2010 إلى أن دخل مصر من السياحة النيلية بلغ ملياري دولار أمريكي من إجمالي الدخل السياحي البالغ 14 مليار دولار أمريكي.



السمكة الرئوية الرخامية


وتُعرف باسم سمكة «السلماندر»، وهو نوع من الأسماك التي تتنفس الأكسجين الذائب في الماء، فتتحور مثانتها الغازية إلى ما يشبه الرئة، كما إنها تتنفس الهواء الجوي أيضًا، لذلك يعتقد علماء الأحياء المائية أن هذا النوع من الأسماك هو أول الفقاريات البرية. يصل طولها إلى حوالي متر، وتتغذى على بعض أنواع السمك الأخرى كالبلطي.

السمكة المنتفخة


تُعرف باسم السمكة المنتفخة، وهي جنس من الأسماك يتبع الفصيلة الينفوخية. تستطيع نفخ معدتها متخذة شكل الكرة، وذلك ببلعها كميات من الماء أو الهواء سريعًا، وذلك عندما يقترب الخطر منها، فتتفادى الأسماك المفترسة. يتراوح طول السمكة الواحدة بين 5 وحوالي 60 سنتيمتر فقط. تعيش في المناطق المنعزلة من نهر النيل، وفي العادة تكون في المياه البطيئة الانسياب سواء كانت عذبة أو مالحة أو شديدة الملوحة، تضع بيضها جنبًا إلى جنب بالقرب من قاع النهر.

خشم البنات


تُعرف باسم سمكة «الانوم»، وتسمى أيضا سمكة «المز» و«الجلمان» و«البويزة»، (الاسم العلمي Mormyrus niloticus). وهي من الأسماك المنتشرة في دول حوض نهر النيل، ويوجد منها عدد من الأنواع، تتباين فيما بينها حسب شكل الفم والجسم، وهي من الأسماك الليلية، التي تسبح قرب قاع النيل، كما أنها من الأسماك العدوانية المحبة للعزلة

وتسمى أيضا كلب النيل أو سمكة النمر أو المبروكة العادية، و«بيرانا إفريقيا»، نسبة إلى أسماك البيرانا التي تعيش في نهر الأمازون وأمريكا اللاتينية، تُعد أحد أضخم الأسماك التي تتخذ من نهر النيل موطناً لها، تتميز بفكين قويين، وأسنان حادة ما يساعدها على أكل اللحوم، وفي كثير من الأحيان يتم الإبلاغ عن تعرض بعض الأشخاص لهجماتها. وثًّق بعض الصيادين مهاجمتها لحيوانات كبيرة الحجم مثل التماسيح.

تعيش هذه السمكة على طول نهر النيل، وإن كانت تتوطن بشكل أكبر بحيرة ناصر خلف السد العالي، وتصل لأحجام ضخمة، يصل وزنها في بعض الأحيان إلى أكثر من 45 كغم، وطولها ما يقارب من 150 سنتيمتر.

السمكة الرئوية الرخامية

وتُعرف باسم سمكة «السلماندر»، وهو نوع من الأسماك التي تتنفس الأكسجين الذائب في الماء، فتتحور مثانتها الغازية إلى ما يشبه الرئة، كما إنها تتنفس الهواء الجوي أيضًا، لذلك يعتقد علماء الأحياء المائية أن هذا النوع من الأسماك هو أول الفقاريات البرية. يصل طولها إلى حوالي متر، وتتغذى على بعض أنواع السمك الأخرى كالبلطي.

سمكة الينفوخ


تُعرف باسم السمكة المنتفخة، وهي جنس من الأسماك يتبع الفصيلة الينفوخية. تستطيع نفخ معدتها متخذة شكل الكرة، وذلك ببلعها كميات من الماء أو الهواء سريعًا، وذلك عندما يقترب الخطر منها، فتتفادى الأسماك المفترسة. يتراوح طول السمكة الواحدة بين 5 وحوالي 60 سنتيمتر فقط. تعيش في المناطق المنعزلة من نهر النيل، وفي العادة تكون في المياه البطيئة الانسياب سواء كانت عذبة أو مالحة أو شديدة الملوحة، تضع بيضها جنبًا إلى جنب بالقرب من قاع النهر.

خشم البنات

تُعرف باسم سمكة «الانوم»، وتسمى أيضا سمكة «المز» و«الجلمان» و«البويزة»، (الاسم العلمي Mormyrus niloticus). وهي من الأسماك المنتشرة في دول حوض نهر النيل، ويوجد منها عدد من الأنواع، تتباين فيما بينها حسب شكل الفم والجسم، وهي من الأسماك الليلية، التي تسبح قرب قاع النيل، كما أنها من الأسماك العدوانية المحبة للعزلة ولا تسبح في مجموعات. يصل طول هذا النوع من الأسماك إلى حوالي 70 سنتيمتر.

جثم النيل

وهي واحدة من أكبر أسماك المياه العذبة في العالم، يصل طولها إلى نحو مترين ووزنها إلى 200 كجم. تحتاج هذه الأسماك إلى نسبة أكسجين عالية في المياه، وتعيش في المناطق الأقل تلوثا مثل بحيرة ناصر، وتُعرف بأنها من الحيوانات المفترسة والعدوانية الآكلة لحوم البشر.


الخاتمة 


يُعتبر نهر النيل شريان الحياة لدول حوضه، فهو ليس مجرد مصدر للمياه، بل يمثل دعامة أساسية للزراعة، والصناعة، والنقل، والسياحة. كما أنه يرتبط بعمق بالهوية الثقافية والتاريخية لشعوب المنطقة، خاصة مصر التي نشأت حضارتها على ضفافه. في ظل التحديات المائية الحالية مثل التغير المناخي وزيادة الطلب على الموارد، تبقى أهمية نهر النيل مركزية لتحقيق التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي. لذا، فإن الحفاظ على موارده وضمان استخدامه العادل والمسؤول ضرورة حتمية لمستقبل الأجيال القادمة.



تعليقات